شعاع / خاص
تحمل زيارة الرئيس الأسد إلى إيران بعداً استراتيجيا على الصعيد السياسي والاقتصادي والعسكري وهي برهان على أن سورية وإيران حلف يقلق العدو الأمريكي والإسرائيلي ويجعله غير قادر على تنفيذ مخططاته في المنطقة.
وتضمنت الزيارة لقاء موسعاً مع قائد الثورة الإسلامية بحضور الرئيس الإيراني دام حوالي الساعة ولقاءين موسعين مع الرئيس رئيسي جاءت في ظروف سياسية واقتصادية وتطورات غير مسبوقة ومختلفة عن ظروف الزيارة السابقة التي قام بها الرئيس بشار الأسد قبل ثلاثة أعوام إلى إيران.
وتعتبرهذه الزيارة أيضاً زيارة تاريخية في سياق العلاقة بين البلدين على مختلف الصعد، خاصة أن الاستعدادات الإيرانية لاستقبال الرئيس الأسد وبرنامج الزيارة الحافل وحضور كبار المسؤولين الإيرانيين والمعنيين بالملفات المشتركة بين البلدين والأجواء الدافئة تؤشر إلى أن هذه الزيارة هي وليدة هذه اللحظة في العلاقة بين البلدين وفي ذات الوقت مبنية على سنوات طويلة من التحالف العميق والمشترك.
أما فيما يخص كيان العدو الإسرائيلي، فقد اعتبرت وسائل إعلام العدو الإسرائيلي، أنّ زيارة الرئيس بشار الأسد لإيران في هذا التوقيت وهذه المرحلة "تظهر أنّ الحلف مع إيران سوف يبقى وحتى يزداد قوة".
وقال مراسل الشؤون العربية في "قناة كان"، روعي كايس، إنّ هذه "مشاهد لا نراها كل يوم، الرئيس السوري بشار الأسد خرج من دمشق لزيارة نادرة إلى طهران، وهو لم يفعل ذلك منذ 3 سنوات، وبالإجمال هذه هي المرة الثانية التي يزور فيها إيران منذ بداية الحرب".
وأضاف كايس أنّ الرئيس السوري "استُقبل هناك بحفاوة بالغة، والتقى كلاً من القائد الأعلى خامنئي والرئيس إبراهيم رئيسي"، لافتاً إلى أن "الأسد قال لخامنئي في اللقاء بينهما إنّ العلاقات الاستراتيجية بين الدولتين منعت الهيمنة الإسرائيلية على المنطقة، ويجب أن تتعاظم هذه العلاقات".
وتابع كايس "الرئيس رئيسي من ناحيته قال للأسد بخصوص الهجمات الإسرائيلية إنه يجب الأخذ بالحسبان التهديدات الإسرائيلية وتقوية معادلة الردع"، مشيراً إلى أنّ "الأمر المهم هو أنّ هذه الزيارة تجري بعد أقل من شهرين على الزيارة التاريخية للأسد إلى الإمارات، صديقتنا الجديدة في الخليج، وهي زيارة تعتبر إشارة إلى صفحة جديدة في العلاقات بين الأسد ودول الخليج التي حاولت إسقاطه"، على حد زعمه.
وأكد كايس أنّ "في إسرائيل هناك من يأمل أنّ تقارب الأسد مع دول الخليج ربما يبعده عن إيران، لكن هذه الصور تتحدث عن نفسها (صور الزيارة)"، موضحاً أنّ "زيارة الأسد هذه لطهران تظهر أنّ هذه الحلف سوف يبقى وحتى أنه سيزداد قوة.
وتحمل هذه الزيارة رسالة مهمة للغاية للكيان الصهيوني والدول الغربية، مفادها أن سورية تجاوزت مرحلة الحرب وبلغت مرحلة الاستقرار والهدوء وأنه إذا كانت الدول الغربية تسعى للحفاظ على مصالحها في سورية، يجب أن تتخلى عن مؤامراتها التدخلية في هذا البلد والكف عن حياكة المؤامرات ضد هذا البلد، وتشجيع باقي الدول على مواصلة العملية السياسية، وإنشاء المنطقة العازلة التي تسعى ورائها أمريكا وتركيا في، وأن ايران ستبقى الداعم الأكبر لسورية في وجه كل التهديدات الإسرائيلية والأمريكية.